وحدة وطنية وعدالة مستدامة

المحامية المتدربة: بشرى بنت مبارك آل زعير

يمثل اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية محطة خالدة في ذاكرة الوطن، فهو اليوم الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه توحيد أرجاء البلاد تحت راية التوحيد، لتنشأ دولة راسخة على مبادئ الشريعة الإسلامية، مستمدة ومستندة في سلطتها كتاب الله تعالى، وسنة رسوله. وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة.


فإن يومنا الوطني مناسبة نستذكر فيها ما قام به مؤسس هذا الوطن وأبناؤه البررة من بعده، في سبيل لمّ الشمل وتوحيد الكلمة وحفظ البلاد وصيانة مقدراتها، فهذا المعنى الحقيقي لليوم الوطني، حيث تُجسد التلاحم الوطني الذي لم يكن ليدوم لولا منظومة متينة تحفظ الحقوق وتحقق العدالة.

فإن استحضار اليوم الوطني ليس مجرد احتفال بذكرى تاريخية، بل هو تأكيد على أن الوحدة الوطنية التي تحققت بتضحيات الآباء المؤسسين لتحقق الأمن والعدل والاستقرار.


 فالقانون في المملكة ليس مجرد نصوص تنظيمية، بل هو تجسيد عملي لقيم العدالة والمساواة، وحماية للحقوق، والسياج الحصين أمام كل ما قد يمس أمن الوطن ووحدته.


وفي هذا السياق، قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله –:

"طموحنا أن نبني وطناً أكثر ازدهاراً، يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معًا لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم"

وحيث تُعَدّ الأنظمة الحديثة، مثل نظام الأحوال الشخصية، ونظام الإثبات، ونظام الشركات، ونظام الجرائم المعلوماتية، وغيرها من الأنظمة، ركيزة أساسية في بناء الدولة، إذ تمثل انعكاسًا لرؤيتها في التطور المستمر، بما يضمن حماية المجتمع وتعزيز رفاهيته.


إن اليوم الوطني يعكس المعنى الأسمى للعلاقة بين الوطن والقانون؛ فكما أن الوطن هو الهوية والانتماء، فإن القانون هو السياج الذي يحفظ تلك الهوية ويعزز ذلك الانتماء.


وفي هذا اليوم نحتفي بهذا اليوم المجيد، كما أننا نحتفي أيضاً بمنظومة العدالة التي تضمن استمرار نهضة الوطن، وتحافظ على تماسكه، وتؤكد مكانته بين الأمم.


وما بين تأسيس الدولة بالأمس، ورؤية 2030 اليوم، يظل الرابط الوثيق بين الوطن والقانون هو الضمانة الحقيقية لاستدامة التنمية، وصون الحقوق، وحماية الأجيال القادمة، حتى يبقى وطننا شامخاً، عزيزاً، آمناً، يفتخر به أبناؤه جيلاً بعد جيل.

أدام الله على بلادنا نعم الأمن والأمان والاستقرار والازدهار، وجعل مستقبله زاهراً بالإنجازات، وعزّه ومجده متجدداً جيلاً بعد جيل.

تسجيل الدخول حتى تترك تعليقاً
مشاركة شركة د.مشافي بمناسبة اليوم الوطني ١٤٤٧هـ
المحامي/ثامر بن سعود الفريدي