التخارج من الشركات
يُعد التخارج في الشركات من الموضوعات الجوهرية التي تمس صميم العلاقات التعاقدية بين الشركاء، وهو إجراء قانوني يسمح لأحد الشركاء أو أكثر بإنهاء علاقتهم بالشركة واسترداد حقوقهم المالية وفقًا لأحكام الأنظمة في المملكة العربية السعودية. وتكمن أهمية التخارج في كونه وسيلة لتحقيق المرونة داخل الكيان التجاري، خاصة في حال حدوث خلافات بين الشركاء، أو تغيير في أهداف أحدهم، أو عند الحاجة لإعادة هيكلة الشركة.
أولاً : أنواع التخارج في الشركات: -
1) التخارج من خلال البيع
يُعد البيع من أكثر طرق التخارج شيوعًا، حيث يتم بيع حصة المؤسس أو المستثمر إلى طرف آخر، سواء مستثمر جديد أو الشركة نفسها. يمكن أن يكون البيع كليًا أو جزئيًا حسب الأهداف الاستراتيجية.
يوفر هذا الخيار عائدًا ماليًا فوريًا، ويساعد الشركات على جذب مستثمرين جدد أو تحسين هيكلها المالي. ويُعتبر شائعًا في العالم العربي، خاصة بين الشركات التي تسعى لتحقيق عوائد على استثماراتها أو جذب تمويل إضافي.
2) التخارج من خلال الدمج أو الاستحواذ (M&A)
يحدث هذا النوع عندما تندمج شركتان لتشكيل كيان جديد، أو عندما تستحوذ شركة على أخرى. يُعد خيارًا استراتيجيًا لتحقيق نمو سريع، ودخول أسواق جديدة، وزيادة الحصة السوقية.
في العالم العربي، يعتبر هذا النوع من التخارج شائعًا لدى الشركات التي تسعى للتوسع الإقليمي أو تعزيز مكانتها التنافسية.
3) التخارج من خلال الاكتتاب العام (IPO)
في هذه الحالة، تقوم الشركة بطرح أسهمها في السوق المالية وتتحول إلى شركة عامة. هذا النوع يتيح للمستثمرين بيع حصصهم علنًا وتحقيق أرباح كبيرة.
لكن الاكتتاب يتطلب تخطيطًا دقيقًا والامتثال لمتطلبات قانونية ومالية صارمة. وقد حققت بعض الشركات الناشئة في المنطقة نجاحات بارزة من خلال هذا الخيار، مما ساعدها في التوسع وزيادة رأس المال.
ثانيًا: صور التخارج
1- التخارج الرضائي: ويتم باتفاق بين الشريك الراغب في الخروج وبقية الشركاء، وقد يشمل ذلك بيع حصته لأحد الشركاء أو للغير بموافقة باقي الشركاء
2- التخارج القضائي: ويكون بناءً على طلب الشريك أمام المحكمة المختصة، عندما تتوافر ظروف تبرر التخارج
3- التخارج الجزئي أو الكلي: الجزئي حين يبيع الشريك جزءًا من حصته ويبقى في الشركة، والكلي حين ينسحب الشريك بالكامل.
ثالثاً: الاستراتيجيات الفعالة للتخارج
1- التخطيط المسبق
التخطيط المسبق هو أحد العوامل الأساسية لنجاح عملية التخارج. يتطلب التخارج الناجح وضع خطة استراتيجية واضحة تحدد الأهداف والجدول الزمني والموارد المطلوبة لتحقيق التخارج.
2- تقييم السوق والفرص
تقييم السوق والفرص هو جزء أساسي من عملية التخارج. يتطلب التخارج الناجح فهمًا عميقًا للسوق والفرص المتاحة، مما يتيح للشركات تحديد الاستراتيجيات المناسبة لتحقيق التخارج.
3- التفاوض الفعال
التفاوض الفعال هو جزء أساسي من عملية التخارج. يتطلب التخارج الناجح التفاوض مع الشركاء والمستثمرين لتحقيق أفضل الشروط الممكنة.
وقد نصّ المشرع في نظام الشركات على إجراءات التخارج من الشركات ونظمها وهي: -
المادة السادسة والأربعون: إجراءات الانسحاب والإخراج:
1) ما لم ينص عقد تأسيس الشركة على غير ذلك، للشريك الانسحاب من الشركة بإرادته المنفردة بشرط إبلاغ باقي الشركاء بذلك قبل (ستين) يومًا على الأقل من التاريخ الذي حدده للانسحاب.
2) يجوز الاتفاق في عقد تأسيس الشركة على إجراءات إخراج الشركاء منها. وإذا لم يتضمن العقد ذلك، جاز للأغلبية العددية للشركاء التقدم بطلب إلى الجهة القضائية المختصة لإخراج شريك أو أكثر من الشركة إذا كانت هناك أسباب مشروعة تدعو إلى ذلك، وتظل الشركة قائمة بين باقي الشركاء.
3) يجب على الشريك المنسحب من الشركة، أو باقي الشركاء في حال إخراج شريك؛ قيد وشهر ذلك لدى السجل التجاري، ولا يسري الانسحاب أو الإخراج في مواجهة الغير إلا بعد القيد والشهر.
4) للجهة القضائية المختصة بناء على طلب شريك أو أكثر أن تقرر حل الشركة إذا كان استمرارها غير ممكن بين الشركاء.
رابعاً: الخاتمة
يجب على مؤسسي الشركات الناشئة الاستعداد جيدًا لعمليات التخارج بالبحث واستشارة الخبراء لضمان تحقيق أفضل المخرجات، نظرًا لأن عمليات التخارج تعتبر عملية معقدة نسبيًا وتستغرق فترات زمنية طويلة، وعند تأسيس الشركة ناشئة لابد من وضع استراتيجية التخارج وتنظيمها لتكون العلاقة واضحة مع الشركاء.
المراجع:
منصة رواد المحامي/عبد المغني بن سعيد بن علي ال قير
هيئة الخبراء